Translate

المشروع : أثر الالعاب الإلكترونية على سلوكيات الأطفال


 

 

الأطفال و الآيباد

 
 


 


في أيامنا الحالية تزايد استخدام الأطفال الصغار – مابين عمر السنتين الى 6 سنوات - للوسائل التكنولوجية في حياتهم اليومية ابتداءاً من أجهزة الألعاب والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة ذات شاشات اللمس مثل ( الآيباد ) ، و حتماً ذلك ينتج عنه أضرار و عواقب كما له من فوائد و مميزات .

إن مرحلة الطفولة المبكرة هي الفترة التي تبدأ من الولادة حتى ثمان سنوات، ويكون نمو خلالها سريع، وللأسرة دور كبير في تشكيل حياة الطفل في هذه المرحلة، حيث تقوم الأسرة بخلق طفل يتفاعل بشكل ايجابي مع المحيط من حوله(Couse and Chen 2010 ).  
رأى كل من Holloway and Livingstone(2013) أن الأطفال يشكلون عدد لا بأس به من مستخدمين التكنولوجيا بصورها المختلفة، مثل الحواسيب، الألواح الالكترونية، والالعاب الذكية، ولقد أصبحت هذه التكنولوجيا بالنسبة للأطفال أحد صور الألعاب التي يمكن اقتناها وتوفر للأطفال الاستمتاع، وقد حلت مكان الكثير من الألعاب اليدوية التي كان يمارسها الأطفال في السابق ، وهذه التقنيات الحديثة تضم في طياتها الكثير من التطبيقات التي يجب أن يكون الآباء والأمهات على وعي تام وقدر من المسئولية بحيث لا تترك الأثر السلبي على الطفل مثل ما أثبت Kim (2013)  أن 40% من الأطفال من سن الثانية إلى الرابعة، يستخدمون الأجهزة الالكترونية المختلفة، و وجد أن 90% من الأطفال من هم أقل من سنتين يشاهدون الأعلام الإلكتروني.     

 


 


لا ننكر أن الآيباد جهاز تعليمي رائع و تفاعلي للأطفال ، يساهم كثيراً في تطوير ذكاء الطفل وقدراته، ولكن ما لا يدركه الكثيرون أن هذا الجهاز نافذة مفتوحة على العالم، يضع أمام الطفل ما لا يمكن تخيله من برامج ومواد ترفيهية، و لكن من الجانب الآخر له عدة اضرار و مساوئ تؤثر على الطفل ، من الأضرار التي يمكن للطفل أن يتعرض لها نتيجة استخدامه للآيباد بشكل مستمر هي التعرض المستمر للشاشة في سن مبكرة وبالتالي تعرضه لأضرار صحية أخرى مثل ضعف النظر، لذلك هناك الكثير من الآباء يعارضون استخدام أبنائهم للآيباد.
 كما ذكرت knapton (2015) وفقا لدراسة أجرتها سوزان سيسون، ستيفاني ، بريجيتا، بيكر، وبيتر بعنوان "وقت الشاشة، والنشاط البدني، وزيادة الوزن لدى الشباب في الولايات المتحدة: المسح الوطني لصحة الطفل لعام 2003 "، أوضحت النتائج أن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة مرتبط بسلوكيات مستمرة تقلل من النشاط البدني، و بالتالي تسبب أمراض صحية مزمنة ، لا تقتصر الأضرار الناتجة عن الاستخدام المفرض للأجهزة الالكترونية الآيباد بالأخص على الصحة بل تشمل النواحي التربوية و الاجتماعية و الدراسية فقد أثبتت دراسات على ذلك حيث ذكرKim (2013) بعض المشكلات التي قد تتسب فيها التكنولوجيا الحديثة للأطفال على نحو التالي: عين الطفل حيث قد تسبب الأجهزة احمرار، وجفاف، وانخفاض في رؤية، انخفاض الذكاء الاجتماعي لقلة تواصله مع الآخرين، انتشار السمنة بسبب قلة النشاط البدني، وكذلك انخفاض التطور اللغوي للأطفال خصوصاً من هم في عمر سنتين فأقل.



 
 
 
أيضا ذكرت (Rowan) في تقريرها نقلا عن دراسة كندية لعام 2006 أن واحدا من كل ستة أطفال لديهم عجز في النمو قبل دخول سن المدرسة، كما أفادت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أن 17% من الأطفال لديهم عجز في النمو، و6% لديهم إعاقات لغوية، و8% يعانون من صعوبات تعلم، و 5% مصابون بالتوحد بسبب الإفراط في استخدامهم للتكنولوجيا مما أثر على نموهم بشكل سلبي.
 
 
و هناك من 5 الى 15% من الاطفال ينخفض عندهم التطور الحركي بسبب استخدام الالعاب الالكترونية، فهؤلاء الأطفال هم أكثر عرضة لخطر السمنة واضطرابات بالعضلات والعظام وانخفاض بالثقة الأجتماعية والصحة العقلية، فاقناع الأطفال عن التوقف عن اللعب بالألعاب الالكترونية من غير المرجح ان تكون ناجحة، لكن من خلال ادخال الالعاب الألكترونية التي يكون فيها نشاط حركي يساعد على تزويد الأطفال بالنشاط البدني اللازم لبداية صحية في الحياة(straker et al, 2011).
 
 
وقد ذكر كل من  Holloway and Livingstone(2013) أن هناك أخطار كبيرة من استخدام الأطفال في هذا السن للأجهزة الإلكترونية المختلفة، ومن هذه الأخطار: امتلاك هذه الأجهزة عددت برامج منها برامج تواصل الاجتماعي، ولقد أثبت الدراسات أن 80% من الأطفال من هم أقل من 13 عام لديهم حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال هذا البرامج يمكن للطفل أن يتعرض لكثير من التحرشات أو العنف، وأيضا هناك خطورة آخري من خلق للأطفال عالم افتراضي خاص بهم، من خلال الألعاب التي يمارسونها مع أصدقائهم الافتراضيين مما يجعله شخص اجتماعياً في عالم الافتراضي والعكس صحيح في العالم الواقعي، وكذلك مشاركة الفيديو التي من خلالها يمكن أن يتعرض الطفل إلى أنواع عديدة من المشاهدات من خلال قائمة الاقتراحات أو المعروضة، وفي استطلاع للرأي في إيطاليا وكذلك في بريطانيا  كان يستهدف الآباء والأمهات أوجد أن أطفالهم يشاهدون فيديوهات غير مناسبة أما أن تكون إباحية أو المحتوى ذا طابع عنيف سواء على البشر أو الحيوانات أو حوادث السيارات، مما يؤثر بشكل سلبي عليهم.
وفي استطلاع للرأي قام به Wartella, Rideout, Lauricella, and Connell (2013) لقياس الأثر الذي تتركه الأجهزة الالكترونية لدي الأطفال من وجهة نظر الآباء والأمهات، وجد أن تأثير التكنولوجيا على مهارات التواصل الاجتماعي يكون بشكل ايجابي بنسبة 11% وبشكل سلبي بالنسبة 50%، حيث أعزى ذلك لأن الأطفال يقضون فترات طويلة على هذه الأجهزة، وبالنسبة لتأثير هذه الأجهزة على السلوك، وجد أن هذه البرامج تؤثر على السلوك بشكل إيجابي بالنسبة 22% وبشكل سلبي30%، حيث أقروا بأن بإمكانية تعلم الأطفال من خلال هذه الأجهزة مواد تعليمية وسلوكيات صحيحة أو يتعلمون سلوكيات عنيفة على حسب المحتوى الذي يستعرضه الطفل، بالنسبة للنشاط الحركي وجد أن 8% تأثيرها إيجابي و 54% تأثيرها سلبي، ذلك يرجع أن الأطفال تقل ممارستهم للأنشطة الحركية لطول الوقت الذي يستغرقونه على هذه الأجهزة .
كما حدد Hatch (2011) أن فقدان الخصوصية يعتبر من أحد مشكلات التي تواجه الأطفال لأنهم لا يميزون ولا يدركون أن معلومات الشخصية مثل بياناتهم و أعمارهم وموقعهم متاحا لعدد كبير من الأفراد ومن أعمار مختلفة، وكذلك  هناك مشكلة أخرى هي ضعف في أداء عدد من المهام في وقت واحد، كان الاعتقاد السائد أن تكنولوجيا الحديثة تساعد من رفع القدرة لدى الفرد من أداء العديد من المهام في وقت واحد، ولكل أثبت الدراسات عكس ذلك . إضافة الى ذلك ذكر Sciuto (2013) تحذير من رابطة المعلمين والمحاضرين في العام الماضي بأن هناك أعدادا متزايدة من الأطفال غير قادرين على أداء مهام بسيطة مثل استخدام اللبنات بسبب التعرض المفرط لشاشات اللمس.



 

بذكرنا للأضرار هذا لا يعني أن التكنلوجيا الحديثة غير نافعة بل وجدت بعض الدراسات في وقت مبكر أن الآيباد من الممكن أن يكون مفيدا في القراءة والفهم و اللعب، ولكن فقط لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة و أن الاضرار الناتجة إنما نتيجة الإفراط بإستخدامها ، و لكي نقي أطفالنا من هذه المشاكل و الأضرار لابد من الالتزام بتوصيات معينة و نصائح و حتما لهذا الشأن حلول حيث قدمت قويدر (2012) نصائح للاباء والأمهات حتى يقللوا من الاثار السلبية للألعاب الألكترونية وهي ان يكون الوقت المحدد للعب لا يتجاوز ساعتين على الأكثر، وضرورة تبادل الاراء مع الطفل حول مضمون اللعبة، وأكدت كذلك على اهمية أن يتبادل الأهل المعلومات حول الألعاب التي يمارسها أطفالهم حتى يساعد بعضهم بعضا.

 وفي دراسة قام بها الهدلق (د.ت) توصل الى عدة توصيات وهي أنه ينبغي على أولياء الأمور أن يختاروا الألعاب الألكترونية المناسبة لأعمار أولادهم وأن تكون هذه الألعاب خالية من أي محتوى يخل بدينهم وصحتهم الجسمية والعاطفية والنفسية، وعليهم تنظيم الوقت المخصص لترفيه الطفل بين ممارسة الالعاب الألكترونية وممارسة الرياضة الحقيقية مثل السباحة ولعب الكرة، ويجب على الاباء ان يصادقوا أبنائهم ويشاركونهم في ممارسة الألعاب الألكترونية.  
فقد أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بيانا توصي فيه انه يجب منع الأطفال الأقل من سنتين من استخدام الأجهزة الالكترونية بشكل عام Rowan.

 


 و إليكم بعض مقاطع الفيدو التي توضح بعض من الآثار السلبية لإستخدام الآيباد أو الأجهزة الالكترونية بشكل عام بالنسبة للأطفال

 


 


و هذه مقاطع صوتية من برنامج ( لغة العصر ) من اعداد وتقديم الدكتور فايز الظفيري و من خلال هذه الحلقتين تم التطرق و الحديث عن موضوعنا
الحلقة الرابعة و السابعة

 
و في الختام تم بناء استبانة للتعرف على نقاط معينة كالفترة التي يقضيها الأطفال في استخدامهم للأجهزة و نوعية الألعاب و تم نشرها على  عينة من الأمهات و جاءت الردود كالآتي


  
 
 

حيث تبين من الأداة أن الطفل يقضي أكثر من 4 ساعات في استخادم الأجهزة الالكترونية للعب بنسبة 56 %
و نسبة 108% يلعب بمفره .
ذلك لابد من الرقابة العائلية على الأطفال من هذه الأجهزة الالكترونية التي تعتبر سلاح ذو حدين للحفاظ على صحتهم و تجنب المشاكل التربوية و النفسية التي من المحتمل يسبهاا الاستخدام الزائد عن الحد لتلك الأجهزة من ضمنها الآيباد .

 




المراجع الأجنبية :
 
 
Couse, L. J., & Chen, D. W. (2010). A tablet computer for young children? Exploring its viability for early childhood education. Journal of Research on Technology in Education, 43(1), 75-96.
 
Hatch, K. E. (2011). Determining the effects of technology on children. University of Rhode Island.
 
Holloway, D., Green, L., & Livingstone, S. (2013). Zero to eight: Young children and their internet use.
 
Kim, Y.  (2013).Young Children in the Digital Age. The University of Nevada.
 
Wartella, E., Rideout, V., Lauricella, A. R., & Connell, S. (2013). Parenting in the age of digital technology. Report for the Center on Media and Human Development School of Communication Northwestern University.
 
            Knapton, S. (2015, 1 February). Using iPads to pacify children may harm their development, say scientists. Retrieved April 16, 2015, from http://www.telegraph.co.uk/news/science/science-news/11382711/Using-iPads-to-pacify-children-may-harm-their-development-say-scientists.html .
 
            Sciuto, E. W. (2013). The iPad: Using new technology for teaching reading, language, and speech for children with hearing loss.‏
 
           Straker, L. M., Campbell, A. C., Jensen, L. M., Metcalf, D. R., Smith, A. J., Abbott, R. A., ... & Piek, J. P. (2011). Rationale, design and methods for a randomised and controlled trial of the impact of virtual reality games on motor competence, physical activity, and mental health in children with developmental coordination disorder. BMC public health, 11(1), 654.‏
 
            A research review regarding the impact of technology on child development, behavior, and academic  performance. By Cris Rowan, Pediatric Occupational Therapist http://www.zonein.ca/
 
 
 

 
 
 
المراجع العربية :
- قويدر، مريم. (2013). أثر الألعاب الإلكترونية على السلوكيات لدى الأطفال: دراسة وصفية تحليلية على عينة من الأطفال المتمدرسين بالجزائر العاصمة.
 
- الهدلق،عبدالله(د.ت).ايجابيات وسلبيات الألعاب الالكترونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طلاب التعليم العام بمدينة الرياض.استرجعت في تاريخ 17ابريل،2015،من www.alukah.net
 
 
 
 

هناك تعليق واحد: